قال البخاري في صحيحه :
17 – بَابُ الدُّعَاءِ فِي الصَّلاَةِ
6326 – حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ : أَخْبَرَنَا اللَّيْثُ قَالَ : حَدَّثَنِي يَزِيدُ ، عَنْ أَبِي الخَيْرِ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَلِّمْنِي دُعَاءً أَدْعُو بِهِ فِي صَلاَتِي . قَالَ : (( قُلْ : اللَّهُمَّ إِنِّـي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْمًا كَثِيرًا ، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ ، فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ ، وَارْحَمْنِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ )) .
من فوائد الحديث :
1- من الأدعية التي يستحب للعبد أنْ يتمسك بها ، ويكثر من الدعاء بها في الصلاة حيث يكون موضع استجابة الدعاء هذا الدعاء ، وذلك لـما اشتمله من الـمعاني العظيمة ؛ ففيه اعترافُ العبد بكثرة ذنوبه وخطاياه رجاء مغفرتـها ، وفيه ثناء على الله لسعة عفوه ورحمته .
2- ليس في هذا الحديث تخصيص لـموضع معين يكون فيه هذا الدعاء ؛ فيستحب التقول به في أي موضع من مواضع الدعاء في الصلاة كأنْ يكون في السجود ، وهو أرجى موضع تجاب في الدعوات لقرب العبد من رب الأرض والسموات أو أنْ يكون بعد التحيات ، وقبل التسليم ونحو ذلك.
3- جاء في هذا الدعاء قول العبد : ( فَاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ ) فجاءت بصيغة النكرة ، قال الطيبي رحمه الله : دل التنكير على أنَّ الـمطلوب غفرانٌ عظيمٌ لا يدرك كنهه إلا الله ووصفه بكونه من عنده سبحانه وتعالى مريداً لذلك العظم ؛ لأنَّ الذي يكون من عند الله لا يـحيط به الوصف.
4- في هذا الدعاء أردف طلب الـمغفرة والرحمة بذكر اسـمي الله تعالى ( الغفور والرحيم ) ليقابل الـمغفرة باسـمه الغفور والرحمة باسـمه الرحيم امتثالاً لقوله تعالى : { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ } .